من فرق الخوارج ـ ونجدة بن عامر ـ عويمر ـ رأس النجدات من فرق الخوارج ـ وغيرهم ، ثم نعقّب على هذا باستعادة ما مرّ في الجزء الرابع من الحلقة الأولى ، من فرية صلعاء ، وكذبة شنعاء ، نقلت ابن عباس من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار ، فجعلته مع الخوارج في رأيه ، فكفّ عنهم سيفه ، وفارق صفّه ، بل وصار محامياً عنهم (؟).
وبعد الإنتهاء من محاوراته مع الخوارج نعود إلى ذكر بقية محاوراته مع أهل الشام ، وغيرهم من النواصب الذين كانوا يعلنون بسبّ الإمام عليهالسلام ، كما ربّاهم على ذلك معاوية ( لعنه الله ) حتى هرم على ذلك الكبير منهم وشاب عليه الصغير فيهم. وقد هدى الله تعالى بمحاورات ابن عباس رضياللهعنه بعض أولئك المغرّر بهم فصاروا من المهتدين ، نتيجة تلك المحاورات العلمية.
أوّلاً : مع الخوارج من البداية إلى النهاية.
قال أبو المظفر الإسفرايني ( ت ٤٧١ هـ ) في كتابه ( التبصير ) في الباب الرابع مقالات الخوارج وبيان فضائحهم :
( وقال ـ عليّ رضياللهعنه ـ لمّا أراد أن يبتدأ القتال : لا يقتل منّا عشرة ولا ينجو منهم عشرة ...
والتحم القتال حتى لم يبق من جملة الخوارج إلاّ تسعة ، فوقع اثنان منهم إلى سجستان ، واثنان إلى اليمن ، واثنان إلى عُمان ، واثنان إلى الجزيرة ، وواحد إلى ناحية الأنبار ، وخوارج هذه النواحي من أتباع هذه التسعة ، وأمر عليّ رضياللهعنه أصحابه بطلب ذي الثدية ، فوجدوه قد هرب