٥ ـ حديثه مع تسعة رهط يفسدون في الأرض.
هذا حديث صحيح السند ، وعظيم المتن ، لإشتماله على عشر فضائل للإمام أمير المؤمين عليهالسلام خاصة به ، لا يشاركه فيها أحد من غير أهل بيته الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً. ومن تلك الفضائل حديث الولاية الذي فيه الدلالة الواضحة والقاطعة على أنّه الإمام بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، لأنّ ابن عباس وهو حبر الأمة وترجمان القرآن ، ذكر تلك الخصائص وهو في مقام إلزام الخصم بما هو معلوم لديه ولديهم ، وثابت عنده وعند المسلمين ، ولو لم يكن كذلك لردّ عليه بعض السامعين قوله وإستدلاله ، لكنهم أخبتوا بصحته ، وخضعوا لدلالته ، ولمّا كانت الخصائص العشر التي ذكرها ابن عباس لها دلالاتها على مطلوبه ، وعدم ردّ أحد عليه في ذلك ، فهي تستحق الإهتمام بها ، وإشباع البحث عنها بمفرداتها ، وذكر ما ورد منها من غير رواية ابن عباس لها من رواية سائر الصحابة ، لهذا سأذكر حديث ابن عباس رحمة الله سياقة واحدة بمصادره التي نيّفت على العشرين ، ثم أعود إلى تفريد كلّ منقبة منقبة مقارنة بما رواه غير ابن عباس من الصحابة في جزء خاص فيما جاء عن ابن عباس في ذكر أهل البيت عليهمالسلام يأتي في الحلقة الثالثة إن شاء الله تعالى.
والآن فإلى الحديث كاملاً برواية الحافظ النسائي المتوفى سنة ( ٣٠٣ هـ ) في ( الخصائص ) ، وفي ( السنن الكبرى ) ، ذكر قول النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : ( إنّ الله جلّ ثناؤه لا يخزيه أبداً ) :