٧ ـ عبد الله بن عباس حبر الأمّة وترجمان القرآن ، فمن الغباء تعريف الشمس بالضياء.
ماذا عن موقف ابن عباس رضياللهعنه مع قريش الشام في صُفّة زمزم؟
إنّ موقف ابن عباس رضياللهعنه مع نواصب قريش الشام فيه من عمق الدلالة وقوّة الحجة ما يحمل الباحث الواعي على تدبّره بعناية بالغة ، فهو كما يدّل على موقع ابن عباس يومئذ في حماية مبادئ الإسلام ، يدلّ أيضاً على موقفه الرافض المعارض من السلطان الجائر ، الذي استحوذ على الحكم مراغماً للمسلمين ، ومستهتراً في إعلانه بسبّ الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام.
وممّا يستلفت النظر في حيثياته ما نجده زماناً ومكاناً ومحاورة ورموزاً ومصادراً وما إلى ذلك ، حتى فيما لحقه بعدُ من تعتيم ، كلّ ذلك فيه من الدلالة على شدّة الضغط والمعاناة التي عاشها ابن عباس رضياللهعنه كبقية أهل البيت عليهمالسلام من النظام الحاكم بأتباعه وأشياعه ، من خلال تلك السياسة الرعناء الحاقدة ، الداعية إلى عودة الجاهلية الجهلاء إلى أقدس ديار الدين ، ومهبط الوحي المبين ، ومثابة المسلمين.
لهذا سنقف عند هذا الموقف وقفة تحقيق في قراءة النص ودلالاته ، وأسبابه لمعرفة سلبياته وإيجابياته ، ومدى تأثير نتائج تلك المحاورة على الوجدان الإسلامي الواعي غير الضال ولا المضل على إختلاف المذاهب والمشارب ، وفي مختلف أدوار تاريخه ، من خلال معرفة أصحاب المصادر ورواتهم.