لا شك كانت لابن عباس رضياللهعنه مراسلات إبتداءً أو جواباً مع رجال عصره ، وفيهم الأولياء ومنهم الأعداء ، ولم يصل إلينا من تلك الرسائل إلاّ القليل ، وهذا ما يدعو إلى الغرابة ، نظراً لمكانته الإجتماعية منذ عهد عمر حيث لمع اسمه ، وتألق نجمه ، وما زال يتعاظم ذكره في أيام عثمان ، فلم أقف له على كتابة كتاب لا إبتداءاً ولا جواباً في فترة خلافتهما. وهذا قد يثير التساؤل ، كيف لشخصية كمثله يتمتع بقدرات فائقة في جميع أبعاد شخصيته ، نسباً وحسباً وعلماً وأدباً وكياسةً وسياسةً ، ثم لا توجد له رسالة واحدة كتبها ابتداءاً أو جواباً؟!
وأقدم ما وقفت عليه من كتبه هو ما كان في عصر خلافة الإمام عليهالسلام فكانت له معه ، فمنه وإليه مراسلات جرت بينهما أيام ولايته على البصرة ، وقد مرّت في الحلقة الأولى في مناسبات ذكرها ، وهي قليلة أيضاً.
كما جرت بينه وبين معاوية وعمرو بن العاص أيام صفين ، وهذا أيضاً مرّ ذكره هناك.
وقد توالت كتبه من بعدُ في أيام معاوية وابنه يزيد ، وعبد الملك بن