البحث الثاني
في مجهول الموضوع
فمنه ما أخرج الخطيب البغدادي في كتاب ( الفقيه والمتفقه ) ، قال : ( أخبرني علي بن أبي علي البصري ، أخبرنا محمد بن عبد الله بن محمد بن همام الشيباني ، حدثني حمد بن محمد الخوارزمي ، نا بقية ، نا أبو حاتم الرازي ، نا أحمد بن أبي الحواري ، قال : حدثني أبو حفص الماعوني ، عن عبد الله بن لهيعة ، قال : كتب ابن عباس إلى عليّ يستحثّه (؟) فكتب إليه مجيباً : ( إنّه ينبغي لك أن يكون أوّل عملك كما أنت فيه البصر بهداية الطريق ، ولا تستوحش بقلة أهلها ، فإنّ إبراهيم كان أمّة قانتاً لله حنيفاً ولم يكن من المشركين ، لم يستوحش مع الله في طريق الهداية إذ قلّ أهلها ، ولم يأنس بغير الله ) (١).
ولم يذكر الراوي لنا من موضوع الكتاب سوى أنّه يستحثه ، أمّا على ماذا كان يستحثه؟ وهذا ما أشرت إليه بعلامة الإستفهام بين قوسين ، والذي يبدو لي من جواب الإمام عليهالسلام أنّه ينصحه بالتريث في الأمر والأناة ، وفي ضربه المثل
____________
١ ـ الفقيه والمتفقه ٢ / ١٩١ نشر دار إحياء السنة النبوية سنة ( ١٣٩٥ هـ ).