القسم الثاني
ما كتب به إلى الإمام الحسن عليهالسلام
بعد شهادة أبيه عليهماالسلام
وكان كتابه من البصرة يستحثه على مناجزة معاوية القتال.
وأقدم من وقفت على رواته من المؤرخين هو شيخهم أبو مخنف المتوفى سنة ( ١٥٧ هـ ) ، وعوانة بن الحكم ( ت ١٥٨ هـ ) (١) ، كما أشار إلى ذلك البلاذري ( ت ٢٧٩ هـ ) ، فقال : ( ثمّ مكث ـ الحسن عليهالسلام ـ أياماً ذات عدد يقال : خمسين ليلة ، ويقال : أكثر منها ـ وهو لا يذكر حرباً ولا مسيراً إلى الشام. وكتب إليه عبد الله بن عباس كتاباً يعلمه فيه أنّ عليّاً لم يجب إلى الحكومة إلاّ وهو يرى في أنّه إذا حكم بالكتاب يردّ الأمر إليه ، فلمّا مال القوم إلى الهوى فحكموا به ونبذوا حكم الكتاب ، رجع إلى أمره الأوّل ، فشمّر للحرب ودعا إليها أهل طاعته ، فكان رأيه الذي فارق الدنيا عليه جهاد هؤلاء القوم ، ويشير عليه أن ينهد إليهم وينصب لهم ولا يعجز ولا يهن ) (٢).
____________
١ ـ نكت الهميان للصفدي / ٢٢٢.
٢ ـ أنساب الأشراف ( ترجمة الإمام الحسن u ) رقم ٤٣.