كتبه إلى الخوارج
كانت مواقف ابن عباس مع الخوارج منذ عهد الإمام عليهالسلام معلومة ومتصفة باللين في محاوراته معهم ، غير أنّها من بعد شهادة الإمام عليهالسلام تبدلت ، ولقد مرّت بنا في صفحات إحتجاجاته ما كان يعانيه من رؤساء الخوارج الذين يواجهونه بفظاظة أيضاً في مسائلهم ، ولعلّ ألينهم عريكة هو نجدة بن عامر ، فكان يسأله عن بعض المسائل الشرعية ممّا يجهل أحكامها ، وكان ابن عباس رضياللهعنه يتبرّم من ذلك للحرج السياسي الذي كان يعانيه من بني أمية ومن ابن الزبير ، فكان يقول : ( إنّ ناساً يقولون إنّ ابن عباس يكاتب الحرورية ، ولولا أنّي أخاف أن أكتم علماً لم أكتب إليه ـ إلى نجدة ـ ) ، وقال مرّة : ( لولا أردّه عن شرّ يقع فيه ما كتبت إليه ولا نعمة عين ) ، وقال مرّة ثالثة : ( لولا أن تأتيني منه أحموقة ما كتبت إليه ).
وهذه كلّها مرّت في أوّل هذا الجزء ، كما مرّت نماذج من مسائل نجدة التي كان يسألها من ابن عباس رضياللهعنه ، وعمدة ما كان يسأله عنه هو ما كان مبتلى به ، حيث كانت المقالات في العقائد قد تفشّت في فرق الخوارج ، وصاروا يكفّر بعضهم بعضاً ، فضلاً عن تكفيرهم لسائر المسلمين ، ومن المسائل التي أشكل حكمها عند نجدة الخارجي :
١ ـ هل كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يغزو بالنساء وهل كان يقسم لهنّ شيئاً؟