محاورة ابن عباس مع المحكّمة في الكوفة
أ ـ بين يدي المحاورة :
قال المبرّد : ( ويروى أنّ عليّاً في أوّل خروج القوم عليه دعا صعصعة ابن صوحان العبدي ـ وقد كان وجّهه إليهم وزياد بن النضر الحارثي مع عبد الله بن العباس ـ فقال لصعصعة : ( بأيّ القوم رأيتهم أشد إطافة )؟
فقال : بيزيد بن قيس الأرحبي.
فركب عليّ إليهم إلى حروراء ، فجعل يتخللهم حتى صار إلى مضرب يزيد بن قيس فصلّى فيه ركعتين ، ثمّ خرج فاتكأ على قوسه وأقبل على الناس ، ثمّ قال : ( هذا مقام من فلج فيه فلج يوم القيامة. أنشدكم الله ، أعلمتم أحداً منكم كان أكره للحكومة مني )؟
قالوا : اللّهمّ لا.
قال : ( أفعلمتم أنّكم أكرهتموني حتى قبلتها )؟
قالوا : اللّهمّ نعم.
قال : ( فعلامَ خالفتموني ونابذتموني )؟
قالوا : إنّا أتينا ذنباً عظيماً ، فتبنا إلى الله ، فتب إلى الله منه وأستغفره نَعُد لكَ.
فقال عليّ : ( إنّي أستغفر الله من كلّ ذنب ).