قال جندب لابن عباس رضياللهعنه : أوصني بوصية
قال : ( أوصيك بتوحيد الله ، والعمل له ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، فإنّ كلّ خير أنت آتيه بعد هذه الخصال منك مقبول وإلى الله مرفوع.
يا جندب إنّك لن تزداد من يومك إلاّ قرباً ، فصل صلاة مودع ، وأصبح في الدنيا كأنّك غريب مسافر ، فإنّك من أهل القبور ، وابك على ذنبك ، وتُب عن خطيئتك ، ولتكن الدنيا أهون عليك من شسع نعليك ، وكأن قد فارقتها ، وصرت إلى عدل الله ، ولن تنتفع بما خلفت ، ولن ينفعك إلاّ عملك ) (١).
قا ل ابن بريدة : ( رأيت ابن عباس رضياللهعنه آخذا بلسانه وهو يقول : ويحك قل خيراً تغنم أو أسكت عن شر تسلم ، وإلاّ فاعلم إنّك ستندم.
قال : فقيل له يابن عباس لم تقول هذا؟
قال بلغني إنّ الإنسان ـ أراه قال ـ : ليس على شيء من جسده أشدّ حنقاً أو غيضاً يوم القيامة ـ لعلّه قال ـ : منه على لسان إلاّ قال به خيراً أو أملى به خيراً ) (٢).
نماذج من نصائحه تبعا لما مرّ :
قال : إنّ هذا العلم دين فأجيزوا الحديث ما اسند إلى نبيّكم (٣).
قال : خذوا الحكمة ممن سمعتموها ، فإنّ الرجل قد يتكلم بالحكمة
____________
١ ـ مختصر تاريخ مدينة دمشق لابن منظور.
٢ ـ مختصر تاريخ مدينة دمشق لابن منظور.
٣ ـ الكامل لابن عدي ١ / ١٤٩.