ديمومتُه ، ولا يُمثّل بخليقته ، ولا يجور في قضيته ، فالخلق إلى ما علم منقادون ، وعلى ما سطر في المكنون من كتابه ماضون ، لا يعملون بخلاف ما منهم علم ، ولا إلى غيره يردّون ، فهو قريب غير ملتزق ، وبعيد غير منفصل ، يُحقق ولا يُمثّل ، ويُوحّدّ ولا يُبعّض ، يدرك بالآيات ، ويثبت بالعلامات ، هو الكبير المتعال تبارك وتعالى.
فقام نجدة مفحماً مخصوماً متعجباً ممّا جاء به ابن عباس رضياللهعنه ) (١).
ثالثاً : مع عطية بن الأسود الحروري
أخرج الطبري في تفسيره ، وابن أبي حاتم ، ومحمد بن نصر في كتاب الصلاة ، والطبراني ، وابن مردويه ، والبيهقي في ( الأسماء والصفات ) ، عن مقسم قال :
( سأل عطية بن الأسود ابن عباس ، فقال : إنّه قد وقع في قلبي الشك ، يقول الله : ( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ )(٢) ، وقوله : ( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ )(٣) ، وقوله : ( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ )(٤) ، وقد أنزل في شوال وذي القعدة وذي الحجة والمحرم وشهر ربيع الأول؟
فقال ابن عباس : في رمضان ، وفي ليلة القدر ، وفي ليلة مباركة جملة
____________
١ ـ مسند الربيع بن حبيب / ١١٦.
٢ ـ البقرة / ١٨٥.
٣ ـ القدر / ١.
٤ ـ الدخان / ٣.