موقفه مع المجبّرة
كان لابن عباس ، موقف صارم وقويّ في دحض مقالة المجبرّة بعد أن اتسعت عقيدتهم بالإنتشار في عهد معاوية ومَن بعده من حكام الأمويين.
قال الشيخ محمد أبو زهرة في كتابه ( المذاهب الإسلامية ) : ( ولقد أدرك ابن عباس أنّ مصدر هذا الإنحراف الفكري هو السلطة وأنصارها ، فخاطبهم خطاباً عنيفاً قال فيه : أتأمرون الناس بالتقوى ، وبكم ضلّ المتقون؟ وتنهون الناس عن المعاصي ، وبكم ظهر العاصون؟ يا أبناء سلف المنافقين وأعوان الظالمين ، وخزّان مساجد الفاسقين ، هل منكم إلاّ مفتر على الله يجعل إجرامه عليه سبحانه ، وينسبه علانية إليه ) (١).
ونَقل عن ( المنية والأمل ) لابن المرتضَى : ( إنه قيل لابن عباس : إنّ هاهنا قوماً يزعمون أنّهم أتوا ما أتوا من قبل الله تعالى ، وأنّ الله أجبرهم على المعاصي.
فقال : لو أعلم أنّ هاهنا منهم أحداً لقبضت على حلقه فعصرته حتى تذهب روحه ، لا تقولوا أجبر الله على المعاصي ، ولا تقولوا لم يعلم الله ما العباد عاملون ) (٢).
____________
١ ـ المذاهب الإسلامية / ١٧٢.
٢ ـ المذاهب الإسلامية / ١٧٣.