تمهيد
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله رب العالمين ، وصلّى الله على سيدنا محمّد وآله الطيبيّن الطاهرين ، سادات الخلق أجمعين ، ورضي الله عن الصحابة المهتدين ، وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
وبعد : فهذه إضمامة عبقة ، من عِطر النبوّة منتشقة ، بشذى الإمامة مونقة ، رعى باقَتها حبرُ الأمة عبد الله بن عباس رضياللهعنه ، فضمّنها من بليغ الكَلِم ، وموفور الحِكَم ، ومن المحاورات أعظمها حجة ، وأظهرها محجة ، وليس بغريب منه ذلك ، وهو الذي قد تربّى على يد مَن هو أفصح مَن نطق بالضاد ، وهو رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ومِن بعده تخرّج على يد مَن سنّ الفصاحة لقريش ، وهو أمير المؤمنين عليهالسلام ، ثم هو بعدُ من بني هاشم الذين كانوا على حدّ قول الجاحظ : ( مِلحُ الأرض ، وزينة الدنيا ، وحُلي العالَم ، والسنام الأضخم ، والكاهل