وسيأتي كتاب ابن عباس إلى مُجبّرة أهل الشام في جملة كتبه.
( لا عقاب إلاّ بعد الفعل إلاّ في مكة )
لقد مرّ بنا في الجزء الخامس من الحلقة الأولى استنكار ابن عباس لتهديم الكعبة بأمر ابن الزبير وخروجه مغاضباً إلى الطائف.
فقالوا له : لم لا تقيم بمكة؟
فقال : لا أقدر على حفظ خاطري من إرادة ظلمي للناس ، أو ظلمي لنفسي ، فكيف لو وقعت في الفعل؟ فإنّ الله تعالى لم يتوعد أحداً على مجرَد إرادته السوء دون الفعل له إلاّ بمكة ، ويشير إلى قوله تعالى : ( وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ )(١) ، فإرادة الإلحاد بظلم في مكة تستوجب العذاب الأليم (٢).
____________
١ ـ الحج / ٢٥.
٢ ـ أنظر موسوعة عبد الله بن عباس / الحلقة الأولى ٥ / ٢٥٨ فما بعدها.