تطرأ على الظواهر وهكذا يكشف الصدر أن الماديين في اتهامهم للميتافيزيقيين أو الالهيين بأنهم يعتقدون جمود الطبيعة وسكونها لا مبرر له سوى سوء فهم الماديين الديالكتيكيين للحركة بمعناها الفلسفي الصحيح.
ويفرّق باقر الصدر بين مفهوم الحركة عند الماديين والحركة في الفلسفة الإسلامية ويرجع الاختلاف إلى نقطتين اساسيتين :
ـ أولا : ان الديالكتيك يرى ان التناقض مفهوم أساسي للحركة فالصراع بين المتناقضات هو القوة الدافعة للتطور والحركة.
أما في المفهوم الفلسفي الميتافيزقي فان الحركة سير من درجة إلى درجة أعلى مختزنة داخل الشيء نفسه لكنها في حالة كمون.
ـ ثانياً : ان التطور الداخلي للأشياء لا يتوقف ( كما رأينا ) في حدود الطبيعة وانما يتعدّى إلى عالم الافكار والمفاهيم التي يراها التحليل الماركسي انعكاساً للواقع الخارجي فقوانين الديالكتيك هي القوانين العامة للحركة سواء في العالم الخارجي أو في الفكر البشري ، وهذا ما لا توافق عليه الفلسفة الميتافيزيقية التي ترفض عموم قانون الحركة للمفاهيم الذهنية لانها لا يمكن أن تتوفر فيها جميع خصائص الواقع الموضوعي ولا يعني هذا طبعاً ( ان الميتافيزيقيين إذا كانوا مفهوماً عن الطبيعة في مرحلة ما جمدوا أفكارهم واوقفوا بحوثهم واعتبروا ذلك المفهوم كافياً لاستكشاف اسرار الطبيعة في شتى مراحلها فلا يوجد عاقلا يكتفي مثلا بالمفهوم العلمي الذي يكونه عن البويض فلا يتابع سير الكائن الحي في