الناس ، تواجه دائماً صعاباً لا تلين مع الدهر ، لأنها ضد الوساوس الشيطانية ، فلكلّ حق مشهد ، ولكلّ باطل وتد ، وعلى مدار الأزمنة ما تزال مصارعات الحق والباطل بدون هوادة ، من هنا كان لا بد من تذكرة باستمرار ، وقد قال سبحانه لرسله أن يذكروا ، فماذا يجب أن نتذكر نحن بني البشر! أنتذكر ميثاق الله الذي أخذه علينا ( ألست بربكم ) (١)؟ أم نتذكر أن الله سبحانه لمّا خلق آدم علّمه الأسماء كلّها ، وأن أبناءه نسوها ، فعليهم أن يتذكروا كيما يكفوا الظلم ، ويقوم الناس بالقسط؟ أم نتذكر أن الله سبحانه أرانا الحق بتوالي الرسالات ، وختمها بنبي الرحمة وأيده بأوليائه الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون؟
لعلّ القول القرآني في التذكير يشتمل على جميع هذه الأمور التي ينساها المرء ، فهو بحاجة ماسة إلى هاد ، لأنه سبحانه لن يرضى عن أحد في شي سَخط به على سواه ، يقول الإمام علي عليهالسلام : « واعلموا أنه لن يرضى عنكم بشيء سخطه على من كان قبلكم ، ولن يسخط عليكم بشيء رضيه ممن كان قبلكم ، وإنّما تسيرون في إثر بيّن ، وتتكلمون برجع قول قد قاله الرجال من قبلكم ، قد كفاكم مؤونة دنياكم ، وحثكم على الشكر ، وافترض في ألسنتكم الذكر ، وأوصاكم بالتقوى ، وجعلها منتهى رضاه ، وحاجته من خلقه ، فاتقوا الله الذي أنتم بعينه ، ونواصيكم
__________________
١ ـ الأعراف : ١٧٢.