بيده ، وتقلبكم في قبضته ، إن أسررتم علمه ، وإن أعلنتم كتبه ... واعلموا أنه ( من يتق الله يجعل له مخرجاً ) (١) من الفتن ، ونوراً من الظلم » (٢).
على هذا تكون السنة الإلهية في الناس ، أنّه لا يرضى على أحد في شيء سخطه به على سواه ويقابلها عكسها ، فعندما تترى الأنبياء ، ويكون الهداة والأئمة في الناس بصورة مستمرة ، فإن الرسول الكريم محمد صلىاللهعليهوآله بما هو المشرّع باسم الله تعالى ، وبما هو الإمام الأكبر للبشرية ، شاءت أم أبت ، وبما أنّه المعبّر الأسمى عن التطلّع الإنساني نحو الخلاص من أية نقيصة واستثمار كل كمال ، فإنه لم يتوان عن إعلان كلمة الله تعالى في تذكير الناس بإمامهم الواقعي من بعده ـ ونقول الواقعي هنا في مقابل ما يمكن أن يتوهمه الناس من الزعماء الذين تمكنهم الظروف من اعتلاء منابر السلطة ، ويعملون على إطفاء نور الله ، بقصد أو بغير قصد ، ويتصورون أنهم هم أئمتهم فينحرفون عن سبل فطرتهم ونور قلوبهم ، وسبل ربّهم ، لذلك كان من الضروري بداهة أن يسمّي النبي محمد الأئمة في الناس ، ويمهّد لهم الطرق للتعرّف عليهم ـ فأتت أحاديثه صلىاللهعليهوآله ، بما ينطق من وحي لتعبّر عن المتّجه ، وتفوت الفرص على خطوط التيه ، ومنها قوله الأكثر
__________________
١ ـ الطلاق : ٢.
٢ ـ أنظر : نهج البلاغة : الخطبة ١٨٣.