تعبيراً عمّا نحن بصدده : « ألا من كنت مولاه ، فهذا علي مولاه » (١).
وفي عطف هذا النص النبوي على نصوص القرآن الكريم التي منها ( النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم ) (٢) ، نقف على الاستنتاج التالي :
إنّ الله سبحانه هو صاحب السلطة المطلقة على عباده في جميع شؤونهم وفي مختلف ظروفهم ، وليس لأحد عليه من فضل أو سلطان ، وهو تعالى القاهر فوق عباده وهو ناصرهم ومخلصهم ومالك مصائرهم ، بلا إشكال ، وهو سبحانه يؤتي الملك لمن يشاء ، وينزعه ممن يشاء ، وقد تفضل ببعث الرسل من أجل إقامة الحق وإزهاق الباطل الذي أخذت الناس سبلها إليه ، وقد انفرد بتولي مالكيته للكل بدون استثناء ، وهو بهذا اللحاظ أفاض على نبيّه برتبة الولاية على الناس عند قوله هذا ، لا لأن ذلك يضر بمصالحهم وسلوكهم ، بل ليعبّر يقيناً عن الغاية من إيجادهم ، وعليهم أن ترتقي معارفهم حتى تدرك هذا اليقين.
وليس هذا من قبيل القهر وفرض السلطان بقوة جبروته سبحانه ، وإنما عن طريق إقامة الحجة ، وثباتها في قلوب الخلائق ، لذلك نجد أن حب الناس لمحمد صلىاللهعليهوآله وإيثارهم له على أنفسهم وذويهم
__________________
١ ـ أنظر مسند أحمد : ١ / ١١٨ ( ٩٥٠ ) ( ٩٦١ ) ( ١٣١٠ ).
٢ ـ الأحزاب : ٦.