نفسه بفطرتها.
وقد انهمك في الأشياء التي توفر له مساحة العيش غير القلق بحسب ما يظن ، بيد أنّ الله سبحانه لا يتجاوز عن إنسان غير آبه بما سيؤول إليه حاله نتيجة عدم بلوغه هذا الاطمئنان عن طريق إعمال جميع ملكاته الواعية ، وعدم الاكتفاء بما ورثه عن آبائه أو غيرهم ، مهما كان حظ هذا الميراث من الصحة كبيراً ، لأن مصيره لا يرتهن بمن سلف ، إنما هو مضطر لأن يذهب في تأمله ، باحثاً عن حقيقة انغمست في أعماقه ، مستجيباً لندائها دائم التنبيه ، وانه بغير هذه الاستجابة وبسوى هذا الطريق سوف ينطبق عليه فيما نرى قوله تعالى : ( لقد كنتم أنتم وآباؤكم في ضلال مبين ) (١).
هذا الجانب الذي ركب جراء جملة العناصر التي من أهمها : الرغبة في الإجابة على الأسئلة القلبية ، والتي غالباً ما تجد لها نصيراً في الحياة العامة التي يعيشها الناس ، وبالخصوص عندما يدرك الموت أحد الأشخاص ، فيقف الآخرون وقد أطبق عليهم العجز من تفسير هذا المشهد! ، ومنها الاستئثار والتمسك بالموروث كأحد أهم الإجابات على هذه الأسئلة ، بالطبع إن هذه المواصفات ، والموروثات تجد لها سدنة يحمونها من الزوال ويعملون على ترسيخها في عقول الأجيال.
__________________
١ ـ الأنبياء : ٥٤.