الكتاب أو ما في الكتاب ، بحسب ما يستلهم من قوله تعالى : ( قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين ) (١) أو قوله تعالى : ( كتاب أنزلناهُ إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور ) (٢).
وإذا استرسلنا في متابعة الذكر الحكيم واستخراج ما يفيض الله سبحانه ، نلحظ أن النور الذي يبعد عن القلب حجب الظلمات ، له وطن واحد يعرف به ، ويلجأ المخلوق نحوه ، وهو مستودع هذا النور ، وهو ( النبيّ ، الرسول ، الإمام ) في آن واحد معاً ، يذكر سبحانه هنا قوله : ( هو الذي ينزل على عبده آيات بيّنات ليخرجكم من الظلمات إلى النور ) (٣) ففي الناس من يهدي دائماً إلى نور الله قائماً بكلماته ، غير عابئ بخلاف الحق ، فيه خصال الجمع لمواطن العدل ، كما رسّخ عزّوجلّ بإبراهيم عليهالسلام ذلك المستودع العظيم للشأن الشامل للنبوة والإمامة حين أعلن نصاب هذه المرتبة بقوله : ( وإذ ابتلى إبراهيم ربُّهُ بكلمات فأتمّهن قال إني جاعلك للناس إماماً ) (٤) ، ومعلوم أنّ الله سبحانه واتر الرسل في الناس ، يقول تعالى : ( سُنّة من قد أرسلنا قبلك من رسلنا ولا تجد لسنتنا تحويلا ) (٥) وقوله : ( ثم
__________________
١ ـ المائدة : ١٥.
٢ ـ إبراهيم : ١.
٣ ـ الحديد : ٩.
٤ ـ البقرة : ١٢٤.
٥ ـ الإسراء : ٧٧.