ـ وكان من سنة رسول الله صلىاللهعليهوآله أنّه يخصّ المؤلّفة قلوبهم بسهمهم الذي فرضه الله لهم كما أقره الله تعالى : ( إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَالْمَساكِينِ وَالْعامِلِينَ عَلَيْها وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقابِ وَالْغارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) (١).
ولكنّك أبطلت العطاء المفروض في خلافتك واجتهدت مقابل النصّ ، وقلت لهم : لا حاجة لنا بكم فقد أعزّ الله الإسلام وأغنى عنكم.
وقد ذكرنا أنّ بعض المؤلّفة قلوبهم أتوا أبا بكر وطالبوه بسهمهم ، فكتب لهم أبو بكر ، ولكن عندما جاؤوا إليك مزّقت الكتاب ، فرجعوا إلى أبي بكر ، فقالوا : أأنت الخليفة أم هو؟
فقال : بل هو إن شاء.
____________
فقال عمّار بن ياسر : أما تذكر يا أمير المؤمنين إذ أنا وأنت في سرية فأجنبنا فلم نجد ماءً فأمّا أنت فلم تصل ، وأمّا أنا فتمعكت في التراب وصلّيت.
فقال النبيّ صلىاللهعليهوآله : « إنّما كان يكفيك أن تضرب بيديك الأرض ثمّ تمسح بهما وجهك وكفيك ».
فقال عمر : اتق الله يا عمّار!
قال عمّار : إن شئت لم أُحدث به.
١ ـ التوبة : ٦٠.