____________
وأخرج البخاري ٢ : ٢٥٢ ، كتاب صلاة التراويح أيضاً عن عبدالرحمن بن عبدالقادري ، قال : خرجت مع عمر ليلة رمضان إلى المسجد ، فإذا الناس أوزاع متفرّقون ، فقال عمر : إنّي أرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد كان أمثل ، ثمّ عزم فجمعهم على أُبي بن كعب.
قال : ثمّ خرجت معه ليلة أُخرى والناس يصلون بصلاة قارئهم.
قال عمر : نعم البدعة هذه »!
قال القسطلاني في إرشاد الساري ٤ : ٦٥٦ : « سمّاها بدعة; لأنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله لم يسنّ لهم الاجتماع لها ، ولا كانت في زمن الصديق ، ولا أوّل الليل ، ولا كلّ ليلة ولا هذا العدد »!
ـ إسقاط ( حيّ على خير العمل ) من الأذان : قال الشوكاني : « وقد صح لنا أنّ ( حي على خير العمل ) كانت على عهد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يؤذّن بها ، ولم تطرح إلاّ في زمن عمر » ، نيل الأوطار ٢ : ١٩.
وقد جعلت كلمة : ( الصلاة خير من النوم ) في الأذان ، جاء في الموطأ لمالك : أنّ المؤذّن جاء عمر بن الخطّاب يؤذنه لصلاة الصبح ، فوجده نائماً فقال المؤذن : الصلاة خير من النوم ، فأمره عمر أن يجعلها في نداء الصبح » موطأ مالك ١ : ٧٢.
وأمّا ما يدّعى من أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله أمر بلالا أن يقول : ( الصلاة خير من النوم ) في الأذان فليس إلاّ تغطية لما فعله عمر بن الخطّاب من البدعة; لأنّ الذي روى عن بلال ذلك هو عبدالرحمن بن أبي ليلى ، وهذا غير صحيح ، لأنّ ولادة عبدالرحمن كانت سنة ١٧ هـ ، وتوفي سنة ٨٤ هـ ، ووفاة بلال سنة ٢٠ هـ فكيف يصحّ أن يروي عن بلال وعمره ثلاث سنوات؟ تهذيب الأسماء