فيقولون بأنّ سبب هذا الحديث هو : إنّ علي بن أبي طالب عليهالسلام قد همّ بأن يخطب بنت أبي جهل ، فغضب رسول الله صلىاللهعليهوآله وصعد المنبر وقال هذا الكلام.
هذا ما يتشدّق به هؤلاء! ( كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْواهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلاّ كَذِباً ) (١).
قال ابن عرفة المعروف بنفطويه ـ وهو من أكابر المحدّثين وأعلامهم ـ في تاريخه : ( إنّ أكثر الأحاديث الموضوعة في فضائل الصحابة افتعلت في أيام بني أُميّة تقرّباً إليهم بما يظنّون يرغمون به أُنوف بني هاشم .. » (٢).
وهم يخشون أن يتحدّثون بفضائل أهل البيت عليهمالسلام لأنّهم كما قال أحدهم عندما سأله أحد الإخوة : ولماذا لا تذكرون فضائل أهل البيت عليهمالسلام على المنابر ، بينما خطبكم تعج بذكر فضائل الصحابة؟
فقال : « وهل تريد أن يتشيّع الناس! ».
إذن ، هو يعرف بأنّ الناس إذا عرفوا هذه الفضائل الموجودة ـ والحمد لله ـ في كتبهم ومسانيدهم ، فإنّهم سوف يتخذون مذهبهم ، وهذا ما يخشاه.
وقد نسي قول الله تعالى : ( لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْباطِلِ وَتَكْتُمُونَ
____________
١ ـ الكهف : ٥.
٢ ـ شرح نهج البلاغة ١١ : ٤٦ ، النصائح الكافية لابن عقيل : ٩٩.