قال عمر : فأنت يا رسول الله أحقّ أن يهبن.
ثمّ قال عمر : أي عدوات أنفسهن! أتهبنني ولا تهبن رسول الله صلىاللهعليهوآله؟
قلن : نعم ، أنت أغلظ وأفظ من رسول الله صلىاللهعليهوآله.
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : « والذي نفسي بيده : ما لقيك الشيطان قط سالكاً فجاً إلاّ سلك فجّ غير فجكّ » (١).
وهنا أرادوا أن يجعلوا فضيلة لعمر وهي المهابة ، فأسقطوها عن رسول الله صلىاللهعليهوآله.
ولم يكتفوا بذلك بل سلبوا رسول الله صلىاللهعليهوآله الذي كان يوصف بأنّه أشد حياءً من العذاري في خدورهن. سلبوه هذا الحياء ، أُنظر إلى هذا الحديث :
عن عائشة : إنّ أبا بكر استأذن على رسول الله وهو مضطجع على فراشه ، لابساً مرط عائشة ، كاشفاً عن فخذيه ، فأذن لأبي بكر وهو كذلك ، فقضى إليه حاجته ثمّ انصرف.
استأذن عمر فأذن له وهو على تلك الحال فقضى له حاجته ، ثمّ انصرف.
____________
١ ـ صحيح البخاري ٧ : ٩٣ ، كتاب الأدب ، باب التبسم والضحك.