وهذا شيء يسير ممّا تحتويه كتب الحديث والسير من أمثال هذه الموضوعات التي تجلّ الصحابة وتطعن برسول الله صلىاللهعليهوآله ، ولو أراد أحد أن يكتبها أو يجمعها لأفرد لها كتاباً خاصاً ، وهنا نكتفي منها بهذا القدر تجنباً للإطالة.
وإنّنا نرى أنّ حقد معاوية ليس على الإمام عليّ وبنيه عليهمالسلام فقط ، بل تعدّاه إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله فانظروا إلى هذا الخبر :
روى الزبير بن بكار وقال : قال المطرف بن المغيرة بن شعبة : دخلت مع أبي إلى معاوية ، وكان أبي يأتيه فيتحدّث معه ثمّ ينصرف أبي ، فيذكر معاوية وعقله ، ويعجب بما يرى منه ، إذ جاء ذات ليلة فأمسك عن العشاء ورأيته مغتمّاً فانتظرته ساعة ، وظننت أنّه لأمر حدث فينا فقلت : مالي أراك مغتمّاً منذ الليلة؟
فقال : يا بني! جئت من عند أكفر الناس وأخبثهم ( يعني معاوية ).
قلت : وما ذاك؟
قال : قلت له وقد خلوت به : إنّك قد بلغت سناً يا أمير المؤمنين ، فلو أظهرت عدلا ، وبسطت خيراً فإنّك قد كبرت ، ولو نظرت إلى إخوانك من بني هاشم ، فوصلت أرحامهم ، فوالله ما عندهم اليوم شيء تخافه ... وإنّ ذلك ممّا يبقى لك ذكره وثوابه.
فقال : هيهات هيهات! أي ذكر أرجو بقاءه!