فقال المغيرة : قد جَربت وجُربت وعملت قبلك لغيرك. فلم يزمني ، وستبلو فتحمد أو تذّم ، فقال له : بل نحمد إن شاء الله (١).
ولذلك نرى الآن يذكر في الكتب فضائل كثيرة للصحابة ، وأكثرها موضوعة ليس لها أيّ أصل من الصحّة ، ويكفي أن أكثر هذه الفضائل المنتحلة يوجد فيها الانتقاص من رسول الله صلىاللهعليهوآله لتعلم بطلانها ، ولكنّ الناس لا يتدبّرونها ، بل يذكرونها كما يذكرها مشايخهم ، مع العلم أنّ أصحاب هذه الفضائل لم يكونوا قد سمعوا بها على زمانها وقد رأينا ذلك من خلال الإفادات السابقة.
لذلك عظم شأن الكثير من الصحابة وأصبح لهم هالة من القداسة والعظمة المفتعلة التي تمنع الكثيرين من أهل الخلاف بالتصريح بأي هفوة وإن كانت صغيرة ، فكيف بعظائم الأُمور وفدائح الخطوب!!
وكتب التاريخ والحديث والسير مليئة بالكثير من مثالبهم ، من أجل ذلك ترى أنّ علماءهم يمنعونهم من مطالعة كتب التاريخ والسير لأنّها مليئة بمثل هذه الأُمور التي تسيء للصحابة ، وتظهر مخالفتهم الصريحة لنصوص القرآن والسنّة النبويّة المطهّرة ، وعندما تواجه بعض هؤلاء الأشخاص وتذكر بعض مخالفات الأصحاب ،
____________
١ ـ تاريخ الطبري ٤ : ١٨٨.