« ٢ » السلام عليك يا داعيَ الله وربانيَّ آياته
معنى الدعوة الى الله تعالى : أن تطلبَ من الشخص أن يدخل في دين الله ، أو تطلب منه أن يطيع أوامر الله تعالى ونواهيه.
فهي دعوة الى الدخول في الإسلام ، أو الدخول في الطاعة.
وتدل على أن الداعي الى ذلك ، له الحق في أن يطلب ويأمر وينهى!
والسؤال : مَن الذي يعطي حق دعوة الناس الى الله تعالى؟
يقول بعضهم : هذا حق طبيعي لكل إنسان لقوله تعالى : وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِى مِنَ الْمُسْلِمِينَ. « فُصِّلَتْ : ٣٣ ».
لكن ذلك لايصح ، لأن الممدوح في الآية من له حق الدعوة ، وليس فيها إعطاء هذا الحق الى أحد ، بل يدل قوله تعالى : يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا. وَدَاعِيًا إِلَى اللهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا. على أن الدعوة الى الله من مناصب الرسالة ، وأنها يجب أن تكون بإذن الله ولا تجوز بدون إذنه! فهي كالشفاعة يجب أن تكون بإذنه : مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلابِإِذْنِهِ.