« الناس ثلاثة : فعالم رباني ومتعلم على سبيل نجاة ، وهمج رعاع ، أتباع كل ناعق يميلون مع كل ريح ، لم يستضيئوا بنور العلم ولم يلجأوا إلى ركن وثيق ». « نهج البلاغة : ٤ / ٣٦ ».
فالعالم الرباني : الذي علمه من الرب تعالى. وتفسيره بالفقهاء والرواة خطأٌ كما أعتقد ، لأن الفقهاء والمؤمنين متعلمون على سبيل نجاة.
قال الإمام الكاظم عليهالسلام لهشام بن الحكم « الكافي : ١ / ١٧ » : « ولا علم إلا من عالم رباني ، ومعرفة العلم بالعقل ».
وقال الإمام الصادق عليهالسلام : « فَلْيُشَرِّقِ الحَكَمُ ولْيُغرب ، أما والله لا يصيب العلم إلا من أهل بيت نزل عليهم جبرئيل ». « الكافي : ١ / ٤٠٠ ».
والإمام المهدي عليهالسلام رباني بهذا المعنى الأخير ، لأن علمه من الرب تعالى وهو علمٌ متجدد ومستمر ، لأنه مهديٌّ من ربه الى كل ما يحتاج اليه.
فهو رباني ، في علمه وسلوكه ، وهو رباني آيات الله ، بمعنى صاحبها ورُبانها ، الذي يأتي بها ، وعالمها وخبيرها.