وأما كلمة الابن فقد أشرنا إليها سابقا ، فالمسيح ( عليه السلام ) أيضا استخدم كلمة أبناء الله ، في حق المؤمنين انظر ( متي : ٥ : ٩ ) ( ٥ : ٤٥ ) وغيره ، ولكنه أراد منها المعنى المجازي ، في حين أنه عندما استعملها لنفسه فإنه أراد بها المعنى الحقيقي ، فهو الابن الخاص والوحيد للباري تعالى! أنظر ( يو : ٩ ـ ٣٥ ) ( ١٠ : ٣٧ ) وغيرها.
وأما روح القدس فهو الآخر مذكور في العهد الجديد ، ولكنه لم يفهم منه أنه أحد الأقانيم الثلاثة المؤلفة لله سبحانه ، إلا يوم العنصرة إذ تجلى بوضوح في ذلك اليوم ( أي عند نزول الروح القدس ) (١).
فنحن رأينا أن الأقانيم الثلاثة مذكورة في العهد الجديد وهي منفصلة.
وأما أنه هل ذكرت أسفار العهد الجديد هذه العقيدة الأساسية في المسيحية بوضوح أم لا؟ نقول : نعم هناك إشارة واحدة فقط صريحة في الأناجيل تشير إلى التثليث أنظر إنجيل ( متي : ٢٨ : ١٩ ) وهي اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم ، وعمدوهم باسم الأب والابن والروح القدس.
نعم كانت هناك إشارة أخرى في إنجيل يوحنا ( ٥ : ٧ ) ولكن الباحثين اعترفوا في القرن التاسع عشر بأن كلمات ( أب ، وابن ، وروح
________________________
(١) المسيح في الفكر الاسلامي : ٢٧٠.