بالصورة البشرية ، فقد زار الله شعبه في يسوع المسيح ( عليه السلام ) بل زار البشرية كلها (١).
ولكنه إذ أصبح انسانا بشرا ، فهذا الأمر لم يخسره شيئا من ألوهيته ، فلقد اكتفى أن يخفيها ويسترها متخليا وقتيا عن أمجاده الإلهية التي كانت في سلطته وحوزته (٢).
ولنا هنا بعد هذا العرض لعقيدة الثالوث الأقدس ، تساؤلات وإشكالات نوردها ونبين مدى صحة هذه العقيدة ، عقلا ونقلا من العهد الجديد نفسه .. كما سأتجنب التعرض للمباحث الفلسفية في هذا العرض ، بل أقدمه بشكل سهل لا يصعب فهمه فنقول :
أولا : أن أول إشكال يواجه الباحث في عقيدة اللاهوت المسيحي ( الثالوث الأقدس ) والتبني والتجسيد عامة ، هو أن المسيحيين يغلقون باب العقل ويعطلونه ، فهم يتمسكون بأن هذه العقيدة لا يمكن أن يمسها العقل والادراك البشري ، بل هي فوقهما ، فهي سر لا يفهم إلا بالإيمان الحقيقي والثابت بالمسيح ( عليه السلام ).
وهنا أقدم مقدمة بسيطة لتوضيح مسألة مهمة وهي : أن الأمور والقضايا التي تواجهنا لا تخرج عن ثلاث حالات حسب العقل وهي :
١ ـ ما هو موافق للعقل : وهي الأمور التي يقبلها العقل ويذعن
__________________
(١) المسيح في الفكر الاسلامي : ٣١٢.
(٢) نفس المصدر : ٢٧٢.