لها ، كالقضية القائلة بأن الجزء أصغر من الكل ، فالعقل البشري يوافقها ويصدقها.
٢ ـ ما هو مخالف للعقل : وهي الأمور التي يرفضها العقل ويحكم ببطلانها ، كاجتماع النقيضين أو ارتفاعهما ، فالعقل يرفض هذه القضية مطلقا ، مثلا أن نقول ( زيد موجود وليس بموجود في نفس الوقت ) فالعقل هنا يؤكد استحالة مثل هذه القضية ، فهي من المحالات العقلية ، فأما أن يكون زيد موجودا أولا.
٣ ـ ما هو فوق العقل : وهي الأمور والحقائق الغيبية التي تقصر يد العقل عن تناولها والوصول إليها : فإن هناك أمورا فوق العقل ، ولولا أخبار الوحي الإلهي عنها لم يكن للانسان أن يتعرف عليها ، كبعض الأحكام الشرعية وكيفيتها ، وكذلك الرابطة بين الأفعال الاختيارية للانسان في الحياة الدنيا ونتائجها الأخروية ، فهذه الرابطة يعجز العقل عن إدراكها فهي لا تدخل في دائرته لأنها ترتبط بعالم الغيب ، وغيرها من الأمور ..
ولكن بقي هنا مسألة مهمة وهي أن القضايا التي هي فوق العقل والادراك البشري ، يجب أن لا تدخل تحت الشق الثاني ، أي أن لا تكون مخالفة للعقل وإلا صارت من المحالات التي يرفضها العقل ويبطلها ، وهذا ما نجده بالضبط في عقيدة التثليث (١).
__________________
(١) راجع الميزان في تفسير القرآن ج ٣ / ص ٣٥٥.