فالمسيحيون حينما يواجهون هذه الإشكالات العقلية حول هذه العقيدة ، يلجأون إلى لجم العقل وتعطيله بالقول أن العقل قاصر عن إدراك مثل هذه المسائل ، لأنها من عالم الغيب الذي لا حظ للعقل فيه ، ولأن الوحي قد جاء بها فيجب قبولها والاذعان لها ، وإن كانت مخالفة للعقل ، ويؤكدون أن الكثير من المسائل الدينية يحيلها العقل ، وتقبل تعبدا وهذه العقيدة منها.
وهذا الجواب فيه تناقض صريح ، إذ كيف يستطيع الإنسان أن يميز دين الحق عن الباطل ، أليس بالعقل؟ وحتى المسيح ( عليه السلام ) وتلاميذه فأنهم كانوا يجادلون ويناقشون اليهود بالأدلة والاستدلالات لكي يثبتوا أن المسيح ( عليه السلام ) مرسل من الله سبحانه ، وأنه يدعوهم إلى أتباع العقل من خلال تطبيق ما تنبأ به العهد القديم بالنبي الموعود وحياة المسيح ( عليه السلام ) فهو النبي المنتظر والموعود حسب ما يدعيه المسيحيون .. فإذا كان العقل له الدور الرئيسي في تشخيص الدين الحق من الباطل ، فكيف يقبل بعقيدة تشتمل على محالات وتناقضات يرفضها؟
وأما كيفية مخالفتها للحق فهي واضحة وبينة ، وقد اعترف بها عدة من علماء التثليث ، فالواحد حقيقة لا يمكن أن يكون ثلاثة حقيقة ، فالمسيحيون كما ذكرنا يؤمنون بثلاثة أشخاص وأقانيم حقيقية متميزة الواحد عن الآخر ولكنهم متساوون في الجوهر ، فهل يعقل أن يكون الواحد ثلاثة والثلاثة واحد!!!