وأيضا يستلزم منه التركيب ، فالإله الواحد مركب من ثلاثة أجزاء ، وعلى هذا فهو بحاجة إلى أجزائه لتكتمل ألوهيته ، والاحتياج والتركيب ينافيان الغنى والبساطة والتي هي من صفات الإله ( واجب الوجود ).
إضافة إلى هذا فإن الله سبحانه بسيط الذات من جميع الجهات فيستحيل انفصال شئ منه ( كما يدعي المسيحيون ) ، وحلوله في مخلوق أو اتحاده معه ، كما أن ذلك يلزم أن يكون الإله عرضة للتغير والتحول وهو مستحيل ... وغيرها من الإشكالات الفلسفية الكثيرة التي تواجه هذه العقيدة المتناقضة ..
ثانيا : إضافة إلى ما ذكرنا فإن نسبة هذه العقيدة إلى المسيح ( عليه السلام ) والوحي الإلهي هي الأخرى غير صحيحة ، فكما أشرنا في بحثنا للثالوث الأقدس ، تبين أن هذه العقيدة لم ينطق باسمها أحد ، ولم تظهر إلى الوجود إلا في القرن الثاني وعلى لسان ( ترتوليان ) ، فالمسيح ( عليه السلام ) والرسل والتلاميذ لم يشيروا إلى هذه العقيدة ، وقول المسيحيين بأن المسيح ( عليه السلام ) وبعض الرسل ، ولا سيما بولس ، كانوا قد هيأوا العناصر الأساسية للعقيدة ، وأن العلماء وآباء الكنيسة لم يقوموا بشئ سوى أنهم أطلقوا اسم الأقنوم على الأشخاص الثلاثة وأظهروا هذه العقيدة بوضوح ، هو الآخر مجرد ادعاء ، إذ أنه إلى القرن الرابع الميلادي لم تكن هذه العقيدة محط نظر المسيحيين ومورد اعتمادهم ، ومن الأصول المهمة في العقيدة