ثالثا : لو رجعنا إلى كتب العهد القديم لنرى من هو الإله ( الله ) وما هي صفاته التي تنعته بها ، لوجدنا أن ما يقوله المسيحيون مخالف للعهد القديم الذي يعتبرونه كلام الله الموحى ، وحتى لو قلنا بأن الله سبحانه لم يعرف نفسه في العهد القديم بشكل تام ، بل تم ذلك في العهد الجديد بالمسيح ( عليه السلام ) ، لا يمكننا القول بأن العهد الجديد يناقض ما جاء به العهد القديم ، فهو متمم له حسب ادعاء المسيحيين.
فالله في العهد القديم هو ( الموجود الذي ليس له بداية ولا صيرورة فهو الأول والآخر ) ( أشعيا : ٤١ : ٤ ، .. ) وهو ( الخالق المدبر ، فالعالم كله من صنعه وخلقه جل وعلا ، وتحت أمرته وتدبيره ، وهو الحي الذي لا يموت أبدا فهو يختلف عن الإنسان ( لأني أنا الله لا إنسان ) ( هو شع ١١ : ٩ ) ، وأيضا فهو سبحانه لا شبيه له ، فهو يحرم كل تصوير له ، وكل صورة يجعلها الإنسان له فهي وثن ، فليس من شئ يشابهه ( أشعيا : ٣١ : ٣ ) (١).
وغيرها من الأوصاف الكثيرة التي يذكرها العهد القديم لله سبحانه وتعالى ، والتي تخالف ما يدعيه المسيحيون في عقيدة الثالوث ، فإذا ما قايسنا بين هذه الأوصاف والنعوت وبين ما يعتقده المسيحيون من أن الله سبحانه وتعالى قد تجسد في صورة إنسان ،
__________________
(١) راجع معجم اللاهوت الكتابي : ص ٩.