وصار انسانا ، يجد التناقض الواضح بين العهد القديم والاعتقاد المسيحي ، فالخالق والصانع لكل العالم ، صار مخلوقا ، والحي الذي لا يموت ، صلب ومات ، والأزلي الذي لا بداية له ولا صيرورة ، ولد من أحشاء امرأة ، والذي ليس كالانسان أصبح انسانا يأكل ويشرب وينام ويحزن ويفرح ، والغني المطلق يحتاج إلى غيره لإدامة حياته ، والعشرات من التناقضات الأخرى ، والتي يرفضها العقل والوجدان ، وتنتقص من قدسية الخالق المتعال الذي ليس كمثله شئ.
رابعا : إذا سلمنا للمسيحيين وقلنا بأن الله ( سبحانه ) له أقانيم ثلاثة ، نتساءل : هل هذه الأقانيم متساوية أم لا؟ والجواب يكون كما يذكره المسيحيون ، نعم كلها متساوية في الجوهر والقدرة والمجد ...
ولكننا نرى أيضا أن العهد الجديد يؤكد أن المسيح ( عليه السلام ) ( الأقنوم الثاني ) يبقى خاضعا للأب بشهادة المسيح ( عليه السلام ) أنظر ( متي : ١١ : ٢٧ ) وهو لا يعلم الساعة ( القيامة ) بل الأب وحده يعلمها ( ٢٤ : ٣٧ ) ، والأب هو مصدر كل الأشياء وغايتها ( اكو ٨ : ٦ ) والابن لا يعمل إلا تبعا للأب ( يو ٥ : ١٩ ) والأب أعظم من الابن ( يو : ١٤ : ٢٨ ) وغيرها ...
فهذا يؤكد أن الأقانيم الثلاثة غير متساوية أطلاقا ، فالأب هو الأصل والمصدر الوحيد للقدرة ، والابن ليس له القدرة والقابلية على القيام بشئ دون إذن الأب ، فالأب لا يحتاج إلى الابن ولا إلى غيره