هو روح القدس ، فهو نزل في يوم الدار على الحواريين حسب زعمهم ، فما وبخ اليهود الذين لم يؤمنوا به أصلا ، لعدم رؤيتهم إياه.
ولم يوبخ الحواريين لأنهم كانوا مؤمنين به.
٦ ـ ويقول ومتى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق ، لأنه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به ويخبركم بأمور آتية. وهذا يتناسب مع كون المبشر به نبيا خاتما ، صاحب شريعة متكاملة ، لا يتكلم إلا بما يوحى إليه ، وهذه كلها صفات الرسول الأكرم محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) (١).
وأكتفي بهذه القرائن على أن المحققين قد ذكروا قرائن أخرى كثيرة تثبت أن المراد من المبشر به هو النبي محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ومن أراد التوسع فليطالع كتبهم (٢).
وختاما لهذا المختصر أنقل قصة ذكرها مؤلف كتاب أنيس الأعلام في نصرة الإسلام بهذا الخصوص تتمة للفائدة ، يقول المؤلف : مؤلف هذا الكتاب أبا عن جد من أكابر القساوسة المسيحيين ، وولادتي كانت في أرومية في ايران ، وتعلمت العلوم الدينية عند العلماء والمعلمين النصارى ومن جملتهم الأب ( يوحنا بكير ) والقس ( يوحناى جان ) وغيرهم من فرقة البروتستانت ، ومن
__________________
(١) الإلهيات ج ٣ ص ٤٥٠ ـ ٤٥٢.
(٢) من أراد التفصيل فليرجع إلى كتاب أنيس الأعلام في نصرة الإسلام ج ٥ ص ١٣٩ ـ ١٧٢.