لي معنى هذا الاسم الشريف ...
فرأيت عينيه اغرورقت بالدموع وأجهش الشيخ بالبكاء ، وقال : يا بني إنك والله أعز الناس عندي ، ولك منزلة خاصة ، ومع أن هذا الاسم الشريف له فائدة عظيمة ، ولكن بمجرد انتشار هذا المعنى فإن المسيحيين سوف يقتلوننا معا ، إلا أن تعاهدني الله على أنك لا تفشي هذا السر في حياتي ولا تذكر اسمي بعد مماتي أيضا ، لأن المسيحيين إن علموا أن هذا التفسير أنا الذي كشفته فإنهم سيخرجونني من قبري ويحرقونني ...
فأغلظت له الأيمان بالله العظيم القاهر الغالب ، وبحق عيسى ومريم ( عليهما السلام ) وبحق كل الأنبياء والانجيل ، بأني سوف لن أبوح بهذا السر عنك أبدا ، ولا أذكر اسمك في الحياة وبعد الممات. فطمأن لي وقال : يا بني إن هذا الاسم هو من الأسماء المباركة لنبي المسلمين ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وهو بمعنى أحمد ومحمود ، ومن ثم ناولني مفتاح تلك الغرفة الصغيرة ، وقال افتح الصندوق الفلاني ستجد الكتاب الفلاني والفلاني فاتني بهما ، فذهبت وجئته بالكتابين ، وكانا باليوناني والسرياني ومكتوبان على جلد قديم ، وقد ترجم لفظ ( فارقليطا ) فيهما بمعنى أحمد ومحمد فقال لي : إعلم يا بني أن العلماء والمترجمين المسيحيين قبل ظهور نبي الإسلام ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لم يكونوا مختلفين في معنى ( أحمد ومحمد ) ولكن بعد ظهوره ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فإن العلماء والقساوسة الكبار