حرفوا كل الكتب والتراجم التي تفسر هذه الكلمة إلى هذا المعنى ، من أجل حفظ رئاستهم ومنافعهم الدنيوية وأيضا حسدا وعنادا وتكبرا ، وابتدعوا معنى جديدا لهذا الاسم الشريف ، وهذا المعنى الجديد لم يكن أبدا المقصود لكاتب الإنجيل ، ويمكن بسهولة ومن خلال ترتيب ونسق الآيات الموجودة حاليا في إنجيل يوحنا ، معرفة المعنى الحقيقي لهذا الاسم وأن معنى المسلي والمعزي والروح القدس لم يكن المقصود لكاتب الإنجيل.
لأن المسيح ( عليه السلام ) اشترط في مجيئ ( فارقليطا ) ذهابه ورحيله ، لأنه لا يجوز اجتماع نبيين مستقلين صاحبي شريعة عامة في زمان واحد ، بخلاف روح القدس الذي نزل يوم العنصرة ( يوم الخمسين ) بعد المسيح ( عليه السلام ) ، لأنه مع وجود عيسى ( عليه السلام ) والحواريين نزل الروح القدس عليه وهو واضح في إنجيل متى ( ٣ : ١٦ ـ ١٧ ) إذ يقول أن الروح القدس نزل على المسيح ( عليه السلام ) بعد تعميده من قبل يوحنا المعمدان بصورة حمامة ...
وفي ختام القصة يضيف المؤلف فسألت الحبر الأعظم : فما المانع من قبولك للإسلام ومتابعة سيد الأنام مع أنك تعلم فضيلة الإسلام وأن متابعة النبي محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) هو طريق النجاة والصراط المستقيم المؤدي إلى الله؟ فأجاب : يا بني إني قد اطلعت على هذه الحقيقة في أواخر عمري وأنا شيخ كبير السن وفي الحقيقة أني لا أستطيع ترك هذه الرياسة العظيمة والعزة والشأن