والمقام الرفيع بين النصارى ، ولكني في الباطن مسلم وبحسب الظاهر نصراني ، وإذا ما أعلنت إسلامي فأنهم سوف يقتلونني .... فقلت له : إذن هل تأمرني أن أعتنق الإسلام؟ فقال إن أردت النجاة يجب عليك قبول دين الحق ، ولأنك شاب في مقتبل العمر عسى أن يهيئ لك الله سبحانه أسباب الحياة الدنيوية أيضا ، وإني سوف أكثر الدعاء لك ، على أني أشهدك يوم القيامة بأني باطنا من المسلمين والتابعين لسيد المرسلين محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ). واعلم أن أغلب العلماء والقساوسة الكبار في باطنهم لهم نفس حالتي ، ولكنهم لا يستطيعون ترك الرياسة الدنيوية ، وإلا فليس هناك أي شك وشبهة في أن الإسلام اليوم هو دين الله على الأرض (١).
وينقل أيضاً عبد الوهاب النجار في كتابه « قصص الأنبياء » حول لفظ « فارقليط » ما هذا نصّه :
كنت في سنة ١٨٩٣ ـ ١٨٩٤ م طالباً بدار العلوم في السنة الأُولى ، وكان يجلس بجانبي ـ في درس اللغة العربية ـ العلامة الكبير الدكتور « كارلو نلينو » المتشرق الطلياني ، وكان يحضر درس اللغة العربية بتوصية من الحكومة الإيطالية ، فانعقد أواصر الصحبة المتينة بيني وبينه ... ففي ليلة السابع والشعرين من رجب سنة ١٣١١ هـ
__________________
(١) كتاب ( أنيس الأعلام في نصرة الإسلام ) ج ١ ص ٦ ـ ١٩ .... والكتاب كما ذكرت طبع باللغة الفارسية وقد ترجمت القصة من الفارسية إلى العربية.