ذي العشيرة ، فلما نزلها رسول الله وأقام بها رأينا ناساً من بني مدلج يعملون في عين لهم في نخل ، فقال لي علي : يا أبا اليقظان هل لك أن تأتي هؤلاء فننظر كيف يعملون ؟ فجئناهم فنظرنا إلىٰ عملهم ساعة ثم غشينا النوم ، فانطلقت أنا وعلي فاضطجعنا في صور من النخل في دقعاء من التراب فنمنا ، فوالله ما أيقظنا إلّا رسول الله يحركنا برجله وقد تتربنا من تلك الدقعاء ، فقال رسول الله : « يا أبا تراب » لما يرىٰ عليه من التراب ، فقال رسول الله : « ألا أُحدثكما بأشقىٰ الناس رجلين ؟ » قلنا : بلىٰ يا رسول الله ، قال : « أُحيمر ثمود الذي عقر الناقة ، والذي يضربك يا علي علىٰ هذه ـ يعني قرنه ـ حتىٰ تبتل هذه من الدم ـ يعني لحيته ـ » (١) .
فإذا أخبر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أن قاتل أمير المؤمنين عليهالسلام هو أشقىٰ الآخرين ، فهذا يعني أن له منزلة عظيمة عند الله تعالىٰ لا تضاهيها حتىٰ منزلة بعض الأنبياء الذين قُتلوا كيحيىٰ بن زكريا عليهماالسلام وغيره من أنبياء بني إسرائيل ، إذ لم يخبرنا النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أن قتلة هؤلاء الأنبياء هم من أشقىٰ الناس ، مما يدل علىٰ أفضلية أمير المؤمنين عليهالسلام حتىٰ
_______________
(١) المستدرك ٣ / ١٤١ وقال هذا حديث صحيح علىٰ شرط مسلم ووافقه الذهبي ، مسند أحمد ٤ / ٢٦٣ ، سيرة ابن هشام ٢ / ٢٤٩ ، الطبقات الكبرىٰ ٢ / ١٠ ، وغيرها من الصادر .