إن القارئ إذا أمعن النظر في هذه النصوص التي نسبت إلىٰ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم زوراً وبهتاناً ، علىٰ أنها النصوص الدامغة ـ علىٰ خلافة الخلفاء الثلاثة الأولين ـ يستطيع أن يلاحظ بكل جلاء أنها تناقض بعضها البعض ، ويكذبها الواقع وسير الحوادث التاريخية في عصر صدر الاسلام ، وآثار الوضع واضحة عليها .
إن من الأمور المتسالم عليها عند جمهور أهل السنة أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لم يوص بالخلافة إلىٰ أحد من بعده ، بل وهم يستندون في ذلك إلىٰ مقولات صدرت عن خلفائهم وبخاصة الشيخين أبي بكر وعمر للاستدلال علىٰ عدم استخلاف النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أحداً من بعده ، فهم ينقلون عن أبي بكر أنه تمنىٰ عند موته لو كان سأل النبي عن ثلاث ، إحداها قوله : ليتني كنت سألته هل للأنصار في هذا الامر نصيب (١) .
وتمنىٰ عمر بن الخطاب ذلك أيضاً بقوله : ثلاث لأن يكون رسول الله صلىاللهعليهوسلم بينهن لنا أحب إلي من الدنيا وما فيها : الخلافة
_______________
(١) تاريخ الطبري ٣ / ٤٣١ وغيره من المصادر .