وكيف يجوز لهذا الرسول أن يترك النّاس يموجون من أجل الماء ، واقتراب وقت الصلاة وينام هو في حجر زوجته.
ولا شكّ بأنّ هذه الرواية وضعت في زمن معاوية بن أبي سفيان ولا أساس لها ، وإلاّ كيف نفسّر حادثة مثل هذه حضرها كلّ الصحابة ، وتغيب عن عمر بن الخطّاب فلا يعرفها عندما يسئل عن التيمّم ، كما أخرج ذلك البخاري ومسلم في صحيحيهما في باب التيمّم.
والمهم في كلّ هذه الأبحاث هو أن نعرف بأنّ المؤامرة ضدّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كانت مؤامرة خسيسة ودنيئة ، تعمل على الانتقاص من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وتحطّ من قيمته إلى درجة أنّ أحدنا اليوم ـ ورغم كلّ الفساد الذي عمّ البرّ والبحر ـ لا يرضى لنفسه مثل هذه المواقف والأفعال ، فما بالنا بأعظم شخصية عرفها تاريخ البشرية ، والذي يشهد له ربّ العزّة والجلالة بأنّه على خلق عظيم!!
وقد بدأت المؤامرة ـ حسب اعتقادي ـ بعد حجّة الوداع ، وبعد تنصيب الرسول صلىاللهعليهوآله للإمام علي خليفة له يوم غدير خم ، وبذلك عرف الطامعون في الرئاسة أن ليس أمامهم إلاّ المعارضة والتمرّد على هذا النصّ ، كلّفهم ذلك ما كلّفهم ، ولو أدّى إلى الانقلاب على الأعقاب.
وبذلك يستقيم تفسير الأحداث التي بدأت بمعارضة الرسول صلىاللهعليهوآله في كلّ أوامره من كتابة الكتاب ، إلى تأمير أُسامة ، إلى عدم الذهاب في الجيش الذي عبّأه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بنفسه.
وكذلك الأحداث التي أعقبت وفاته صلىاللهعليهوآلهوسلم من حمل الناس على البيعة