وإذا ما بحثنا حياتها مع زوجها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وجدنا الكثير من الذنوب والمعاصي ، فكانت كثيراً ما تتآمر مع حفصة على النبي حتّى اضطرّته إلى تحريم ما أحلّ الله له ، كما جاء ذلك في البخاري ومسلم (١) ، وتظاهرتا عليه أيضاً كما أثبت ذلك كلّ الصحاح وكتب التفسير (٢) ، وقد ذكر الله الحادثتين في كتابه العزيز.
كما كانت الغيرة تسيطر على قلبها وعقلها ، فتتصرّف بحضرة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم تصرّفاً بغير احترام ولا أدب ، فمرّة قالت للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم عندما ذكر عندها خديجة : مالي ولخديجة إنّها عجوز حمراء الشدقين أبدلك الله خيراً منها ، فغضب لذلك رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم حتّى اهتزّ شعرهُ (٣).
ومرّة اُخرى بعثت إحدى أُمهات المؤمنين للنبي ( وكان في بيتها ) بصحفة فيها طعام كان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يشتهيه ، فكسّرت الصحفة أمامه بطعامها (٤) وقالتْ
____________
(١) صحيح البخاري ٦ : ٦٨ ، ١٦٧ كتاب التفسير باب قوله : ( يَا أيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ) ، صحيح مسلم ٤ : ١٨٤.
(٢) صحيح البخاري ٦ : ٧٠ ، كتاب التفسير باب قوله : ( إِنْ تَتُوبا ) ، صحيح مسلم ٤ : ١٩٢.
(٣) صحيح البخاري ٤ : ٢٣١ ، باب تزويج النبي صلىاللهعليهوآله خديجة ، وكذلك صحيح مسلم ٧ : ١٣٤ ، مسند أحمد ٦ : ١٥٠ ، والمستدرك للحاكم ٤ : ٢٨٦ ، باختلاف في الألفاظ.
(٤) صحيح البخاري ٦ : ١٥٧ في باب الغيرة.