غرت على خديجة (١) لكثرة ذكر رسول الله إياها وثنائه عليها ، فقلتُ : ما تذكُر من عجوز من عجائز قريش ، حمراء الشّدقين ، هلكتْ في الدّهر ، قد أبدلك الله خيراً منها.
قالت : فتغيّر وجه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم تغيّراً ما كنتُ أراه إلاّ عند نزول الوحي ، وقال : « لا ، ما أبدلني الله خيراً منها ، قد آمنتْ بي إذ كفر بي النّاس ، وصدّقتني إذْ كذّبني الناس ، وواستني بما لها إذ حرمني النّاس ، ورزقني الله عز وجلّ ولدها إذ حرمني أولاد النساء » (٢).
____________
(١) قد مرّ بنا سابقاً قولها : ما غرت على امرأة كما غرت على صفية ، وقولها : ما غرت على امرأة إلاّ دون ما غرت على مارية ، لكِ الله يا عائشة ، فهل سَلمتْ واحدة من أزواج النبي من غيرتك وأذيّتك؟ ( المؤلف ).
(٢) حديث غيرة عائشة على خديجة رضي الله عنها ورد في مصادر أهل السنّة بكثرة وبألفاظ مختلفة ، والمؤلف لفق بين هذه الأحاديث ، فقولها : « ما غرت على ... وثنائه عليها » يوجد في البخاري ٦ : ١٥٨ ، ونحوه بلفظ قريب منه في مسلم ٧ : ١٣٤ ، وسنن ابن ماجة ١ : ٦٤٣ ، وسنن الترمذي ٣ : ٢٤٩ وغيرها.
أمّا قولها : « ما تذكر من عجوز ... خيراً منها » يوجد بألفاظه المختلفة في كلّ من : صحيح البخاري ٤ : ٢٣١ ، صحيح مسلم ٧ : ١٣٤ ، مسند أحمد ٦ : ١٥٤ ، السنن الكبرى النسائي ٧ : ٣٠٧ وغيرها.
أمّا قولها : « فتغيّر وجه رسول الله صلىاللهعليهوآله ... أولاد النساء » يوجد بألفاظه المختلفة في : مسند أحمد ٦ : ١١٨ عنه مجمع الزوائد ٩ : ٢٢٤ وقال : « رواه أحمد وإسناده حسن » ، فتح الباري ٧ : ١٠٣ ، فيض القدير ٤ : ١٦٤ ، البداية والنهاية ٣ : ١٥٨ وقال : « تفرّد به أحمد واسناده لا بأس به ، ومجالد روى له مسلم متابعة وفيه كلام مشهور والله أعلم ».
وانظر أيضاً المعجم الكبير للطبراني ٢٣ : ١٣ ، تاريخ دمشق ٣ : ١٩٥ ، الاصابة