نباح الكلاب ، فسألت عن هذا الماء ، فقيل لها : إنّه الحوْأَبْ ، فجزعتْ وقالت : ردّوني ردّوني. فهل لهؤلاء الحمقى الذين وضعوا الرواية أن يلتمسوا لعائشة عذراً في معصيتها لأمر الله ، وما نزل من القرآن بوجوب الاستقرار في بيتها؟! أو يلتمسوا لها عذراً في معصيتها لأمر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بوجوب لزوم الحصير وعدم ركوب الجمل ، قبل الوصول إلى نباح الكلاب في ماء الحوأب؟!!
وهل يجدون لأُمّ المؤمنين عذراً بعدما رفضت نصيحة أُمّ المؤمنين أمّ سلمة التي ذكرها المؤرّخون إذ قالت لها : أتذكرينَ يومَ أقبل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ونحن معه حتى إذا هبَط من قديد ذات الشمال ، فخَلا بعلي يُناجيه فأطال ، فأردتِ أن تهجمي عليهما ، فنهيتُكِ فعصيتني وهجمتِ عليهما ، فما لبثت أن رجعتِ باكية ، فقلت : ما شأنك؟ فقلت : أتيتهما وهما يتناجيان ، فقلت لعلي : ليس لي من رسول الله إلاّ يوم من تسعة أيام أفمَا تدعني يا بن أبي طالب ويومي ، فأقبل رسول الله علىَّ وهم محمّر الوجه غضباً فقال : « ارجعي وراءك ، والله لا يبغضه أحد من النّاس إلاّ وهو خارج من الإيمان » ، فرجعت نادمةً ساخطة.
فقالت عائشة : نعم أذكر ذلك.
قالت : وأُذَكّركِ ـ أيضاً ـ كنت أنا وأنتِ مع رسول الله ، فقال لنا : « أيتكنّ صاحبة الجمل الأدب تنبحها كلاب الحوأب فتكون ناكبة عن الصراط »؟ فقلنا : نعوذ بالله وبرسوله من ذلك ، فضرب على ظهرك وقال : « إيّاك أن تكونيها يا حميراء »؟
قالت عائشة : أذكر ذلك.