وبهذا لا يمكن لنا أن نترضّى عليها ولا أن نلعنها ، ولكن لنا أن لا نقتدي بها ولا نُبارك أعمالها ، ونتحدّث بكلّ ذلك لتوضيح الحقيقة إلى النّاس ، عسى أن يهتدوا لطريق الحقّ.
قال الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام : « لا تكونوا سبّابين ولا لعّانين ، ولكن قولوا : كان من فعلهم كذا وكذا لتكون أبلغ في الحجّة » (١).
يقول الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام وهو سيّد العترة :
« تا لله لقد عَلِمتُ تبليغ الرسالات ، وإتمام العدَاتِ ، وتمامَ الكلماتِ ، وعندنا أهلَ البيت أبوابُ الحِكَم وضياء الأمْرِ » (٢).
« أين الذين زعموا أنهم الرّاسخون في العلم دوننا ، كذباً وبغياً علينا ، أن رفعنا الله ووضعهم ، وأعطانا وحرمهم ، وأدخلنا وأخرجهم ، بنا يستعطى الهُدى ، ويُستجلى العمى ، إنّ الأئمة من قريش غُرسوا في هذا البطن من هاشم لا تصلح على سواهم ، ولا تصلح الولاّة من غيرهم » (٣).
« نحنُ الشّعار والأصحابُ ، والخزنَة والأبوابُ ، لا تُؤْتَى البيوتُ إلاّ من أبوابها ، فمن أتاها من غير أبوابها سمّي سارقاً » ، ثمّ يذكر أهل البيت فيقول : فيهم كرائمُ القرآن ، وهم كنوزِ الرحمن ، إن نطقوا صدقوا ، وإن صمتوا لم يُسبقُوا (٤).
____________
(١) نهج البلاغة ٢ : ١٨٥ ، الخطبة : ٢٠٦ ، والمؤلّف نقله بالمضمون.
(٢) نهج البلاغة ١ : ٢٣٣ ، الخطبة : ١٢٠.
(٣) المصدر نفسه ٢ : ٢٧ ، الخطبة : ١٤٤.
(٤) المصدر نفسه ٢٢ : ٤٤ ، الخطبة : ١٥٤.