كما أنّ التاريخ خير شاهد على أنّ الصالحين من هذه الأُمّة ، والزهّاد من رجال الصوفية ، ومشايخ الطرق ، وأئمة المذاهب ، والمصلحين من العلماء القُدامى ، والمعاصرين كلّ هؤلاء يُقرُّون بأفضليتهم ، وتقدّمهم علماً وعمَلا ، وأخصّهم برسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قربَى وشرفاً.
ولكلّ هذا فلا ينبغي لمسلم أن يخلط أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرّجس ، وطهّرهم تطهيراً ، والذين أدخلهم الرسول معه تحت الكساء ، بنساء النبىّ صلىاللهعليهوآلهوسلم.
ألا ترى أنّ أئمة المحدّثين أمثال مسلم ، والبخاري ، والترمذي ، والإمام أحمد ، والنسائي ، وغيرهم عندما يخرجون أحاديث الفضائل في كتبهم وصحاحهم يفصلون فضائل أهل البيت عمّن سواهم من نساء النبىّ؟!
كما جاء في « صحيح مسلم » في باب فضائل علي بن أبي طالب قوله عن زيد بن أرقم : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : « ألا وإنّي تاركٌ فيكم الثقلين : أحدهما كتابُ الله عزّ وجلّ هو حبلُ الله ، من اتّبعه كان على الهدى ، ومن تركه كان على ضلالة » ثمّ قال : « وأهل بيتي ، أُذكّركم الله في أهل بيتي ، أُذكّركم الله في أهل بيتي ، أُذكّركم الله في أهل بيتي ».
فقلنا : من أهل بيته نساؤه؟ قال : « لا ، وأيمُ اللّهِ إنّ المرأة تكُونُ مع الرجُلِ العصْر من الدّهر ثمْ يطلّقها فترجِعُ إلى أبيها وقومِها ، أهل بيته أصْلُهُ وعَصَبَتُهُ الذينَ حُرِمُوا الصدقَةَ بعدَهَ » (١).
كما جاءتْ شهادة البخاري ومسلم في أنّ عائشة من آل أبي بكر
____________
(١) صحيح مسلم ٧ : ١٢٣ ، باب فضائل علي بن أبي طالب.