للباحثين ، وهذا ما لا يرتضيه إخواننا من أهل السنّة ، ويعتبرون ذلك سبّاً وشتماً.
وإذا كان القرآن الكريم ـ وهو كلام الله الذي لا يستحي من الحقّ ـ هو الذي فتح لنا هذا الباب ، وأعلمنا بأنّ من الصّحابة منافقين ، ومنهم الفاسقين ، ومنهم الظّالمين ، ومنهم المكذّبين ، ومنهم المشركين ، ومنهم المنقلبين ، ومنهم الذين يؤذون الله ورسوله.
وإذا كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم الذي لا ينطق عن الهوى ، ولا تأخذه في الله لومة لائم ، هو الذي فتح لنا هذا الباب ، وأعلمنا بأنّ من الصّحابة مرتدّين ، ومنهم المارقين ، والناكثين ، والقاسطين ، ومنهم من يدخل النّار ولا تنفعه الصُّحبة ، بل تكون عليه حجّة قد تضاعفُ عذابه يوم لا ينفع مال ولا بنون.
فكيف والحال هذه يشهد بها كتاب الله الحكيم ، وسنّة رسوله العظيم؟!! ومع ذلك يريد أهل السنّة منع المسلمين من التكلّم والنّقاش في الصّحابة; لئلاّ ينكشف الحقّ ، ويعرف المسلمون أولياء الله فيوالونهم ، كما يعرفون أعداء الله ورسوله فيعادونهم.
كنت يوماً في العاصمة التونسية داخل مسجد عظيم من مساجدها ، وبعد أداء فريضة الصّلاة جلس الإمامُ وسط حلقة من المصلّين ، وبدأ درسه بالتّنديد والتكفير لأولئك الذين يشتمون أصحاب النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم واسترسل في حديثه قائلا :
إيّاكم من الذين يتكلّمون في أعراض الصّحابة بدعوى البحث العلمي والوصول لمعرفة الحقّ ، فأُولئك عليهم لعنة الله والملائكة والنّاس أجمعين ،