المذاهب الإسلامية الأربعة ، فلا ينقصونه ، ولا ينبزون معتنقيه بشيء ، ويتركون للطلبة والمثقفين حرية اختيار المذهب الذي يقتنعون به.
وضمن نفس السياق فإنّ على المسلمين ـ سنّة وشيعة ـ القبول بالمذاهب الإسلامية الأُخرى كالأباضية والزيدية .. ورغم أنّ هذا الاتجاه يمثّل حلاّ يوفّر على أُمتنا كثيراً من التنافر والتفرقة ، إلاّ أنّه لا ينهض إلى مستوى المعالجة الحاسمة للمعضل التاريخي الذي تعيشه منذ قرون.
الاتجاه الثاني : هو أن يتوحّد المسلمون كافّة على عقيدة واحدة رسمها كتاب الله ورسوله ، وذلك عن طريق واحد وصراط مستقيم ، وهو اتّباع أئمة أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً.
ولهذا السبب فالمسلمون كافّة سنّة وشيعة مُتّفقون على أعلميتهم وتقدُمهم في كلّ شيء : من تقوى ، وورع ، وزهد ، وأخلاق ، وعلم ، وعمل ، ويختلف المسلمون في الصحابة ، فليدع المسلمون ما اختلفوا فيه إلى ما اتفقوا عليه ، من باب قول الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم « دعْ ما يريبك إلى ما لا يريبك » (١).
فتجتمع بذلك الأُمّة ، وتتوحّد على قاعدة أساسية هي مَدَارُ كلّ شيء أسّسَها صاحب الرسالة صلىاللهعليهوآلهوسلم في قوله :
« تركتُ فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلّوا أبداً ، كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي » صحيح مسلم (٢).
____________
(١) وسائل الشيعة ٢٧ : ١٧٣ ح ٣٣٥٢٦ ، سنن الترمذي ٤ : ٧٧ ح ٢٦٣٧.
(٢) حديث الثقلين حديث صحيح ومتواتر ورد في كثير من المصادر ، وبكثير من الطرق ، وبألفاظ مختلفة : كالثقلين والخليفتين ، إلاّ أنّ جميعها تعطي معنىً واحداً ، فقد ورد باللفظ الذي ذكره المؤلّف أو ما يقاربه في : مسند أحمد ٣ : ٢٦