بغض علي بن أبي طالب عليهالسلام ، كماتروون ذلك في صحاحكم (١) ، فما أكثر هؤلاء من الصحابة الذين تترضّونَ عنهم وتضعونهم في القمّة ، وقد وصل بهم البغض لعلي أن حاربوه وقتلوه ، ولعنوه حيّاً وميّتاً هو وأهل بيته ومُحبّيه ، وكلّ هؤلاء من خيار الصّحابة عندكم.
واقتضت حكمة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم أن يُعلّم حذيفة أسماءهم تارةً ، ويُعطي للمسلمين علامتُهم تارة أُخرى ، ليُقيم على النّاسِ الحجّة ، فلا يقولوا بعدهَا : إنّا كنّا عن هذا غافلين.
ولا عبرة بما يقوله أهل السنّة اليوم : نحن نحبّ الإمام علي رضي الله عنه وكرّم الله وجهه ، فنقول لهم : إنّه لا يجتمع في قلب مؤمن حبّ ولي الله وحبّ عدوّه! وقد قال الإمامُ علي نفسه : « ليس منّا من سوّى بيننا وبين أعدائنا » (٢).
ثمّ إنّ القرآن الكريم عندما تكلّم عن الصحابة ، تكلّم عنهم بعدّة أوصاف وعلاَمات ثابتة ، وإذا استثنينا منهم الصحابة المخلصين الشاكرين ، فإن البقيّة الباقية منهم وصفهم الذكر الحكيم بأنّهم : فاسقون ، أو خائنون ، أو متخاذلون ، أو ناكثون ، أو منقلبون ، أو شاكّون في الله وفي رسوله ، أو فارّون من الزحف ، أو معاندون للحقّ ، أو عاصون أوامر الله ورسوله ، أو مثبّطون غيرهم عن
____________
(١) صحيح مسلم ١ : ٦١ ، فضائل الصحابة ، باب مناقب علي بن أبي طالب ، مسند أحمد ١ : ٩٥ وصرّح محقق الكتاب العلاّمة أحمد شاكر بصحته ، سنن الترمذي ٥ : ٣٠٦ ، السنن الكبرى للنسائي ٥ : ١٣٧ ح ٨٤٨٧ ، مسند أبي يعلى ١ : ٢٥١ وقد مرّ تخريجه سابقاً.
(٢) بشارة المصطفى : ٢٠٤ ح ٢٨ ، البحار ٢٣ : ١٠٦.