المخلصين الذين لم يكونوا منافقين في حياة النبىّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وإنّما انقلبوا على أعقابهم بعد وفاته مباشرة.
وسوف يتّضح أمر هؤلاء إذا ما بحثنا أحوالهم في حياة النبىّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وبعد وفاته ، وما قاله فيهم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وطفحتْ به كتب الحديث والسيرة والتاريخ.
وحتّى لا يتوهّم معاندٌ في الأحاديث النبويّة التي تناولت الصّحابة ، ويحاول الطعن فيها أو تضعيفها ، فقد اعتمدنا فقط أحاديث البخاري ، والذي هو أصحّ الكتب عند أهل السنّة ، ورغم أنّ البخاري كتم الكثير من هذه الأحاديث حفاظاً على كرامة الصحابة ، كما هو معروف عنه ، ولأنّ غيره من صحاح أهل السنّة أخرج أضعافها وبعبارات أكثر وضوحاً ، إلاّ أننا نكتفي بهذا الموجز الذي أخرجه البخاري لتكون حجّتنا أبلغ.
أخرج البخاري في صحيحه من جزئه الأوّل في باب خوف المؤمن من أن يحبط عمله وهو لا يشعر من كتاب الإيمان :
قال إبراهيم التيمىُّ : ما عرضت قولي على عملي إلاّ خشيتُ أن أكون مكذّباً ، وقال ابن أبي مليكة : أدركتُ ثلاثين من أصحاب النبىّ صلىاللهعليهوآلهوسلم كلّهم يخاف النّفاقَ على نفسه ، ما منهم أحدٌ يقول : إنّه على إيمان جبريل وميكاييل ... ( صحيح البخاري : ١ : ١٧ ).
وإذا كان ابن أبي مليكة أدرك ثلاثين من أصحاب النبىّ صلىاللهعليهوآلهوسلم كلّهم يخاف النفاق على نفسه ، ولا يدّعي الإيمان الصحيح لنفسه ، فما بالُ أهل